مرحبا بكم فى مدونتى الخاصة



الجمعة، 14 مايو 2010

عادات وتقاليد موغلة في الأفريقية..
"جدع النار" تلتهم لعنات جبال الأنقسنا!!

على سفوح جبال الأنقسنا الشهيرة في أقصى جنوب شرق السودان المتاخمة للحدود الشمالية.. المعروفة بتنوع بيئاتها القبلية والثقافية والدينية، تمارس قبيلة "البرتا" أكبر الجماعات العرقية التي تستقر في مرتفعات الأنقسنا منذ أمد السنين، عادة غريبة وقديمة تسمى "عادة جدع النار"، فعلى الرغم من انتشار وتغلغل الثقافة الإسلامية في معظم مجتمعات تلك القبائل ذات المعتقدات الوثنية إلا أن عادة جدع النار هي جزء أصيل من الفلولكور والثقافة الوثنية السائدة وواحدة من الطقوس الأفريقية المحتكرة لدى قبيلة البرتا.
وتشتهر قبيلة البرتا بكثافة أفرادها المنتشرين بأعداد كبيرة على سفوح الأنقسنا وحدود السودان الغربية وهي القبيلة الوحيدة في غرب السودان التي يعتنق أفرادها الوثنية حتى اليوم ويمارسون طقوساً أفريقية شديدة الغرابة وتتميز البرتا بأنها ضربت على نفسها طوال ثلاث قرون منذ استقرارها في الأنقسنا سياجاً قوياً من العزلة وعدم الاختلاط حتى مع جاراتها من قبائل النوبة والبقارة، وظل اعتقاد سائد لدى معظم أفراد البرتا بأن الغرباء هم من يحملون أرواحاً شيطانية تصيب القبيلة بالهلاك الأمر الذي أدى إلى ظهور طابع الحذر والتشاؤم الذي يخيم على تفكير جميع أفراد البرتا.

وتعتبر عادة جدع النار أهم الطقوس السنوية التي تقيمها جماعات البرتا مع أعياد الحصاد والتي تبدأ في أكتوبر - تشرين الأول - من كل عام حيث تنحصر الاستعدادات التي تغمر كل أركان القبيلة في أعداد الآلات الموسيقية المصاحبة لممارسة عادة جدع النار وتتكون من البوق الذي يطلق عليه "الوازا" والدفوف وتعرف ب "النقارة" ويتدرب مجموعة من العازفين على أداء لزمات موسيقية تسمى ب "الهوكي" لتنفيذها أثناء أداء عادة جدع النار.

ويشارك في عادة جدع النار التي تستمر طقوسها لشهر جميع أبناء قبيلة البرتا ويلزم شيخ العادة وهو كاهن القبيلة جميع الغائبين من القبيلة بالحضور للمشاركة في عادة جدع النار.

وتبدأ عملية الطقوس بليلة كاملة يقضيها أفراد القبيلة أمام منزل شيخ العادة، وقد أحاطوا أيديهم وأقدامهم بجبال قوية من لحاء الأشجار بينما تواصل مجموعات مكونة من شباب وفتيات القبيلة إشعال حلبة الرقص على أنغام "الهوكي" حتى صباح اليوم التالي الذي يخرج فيه شيخ عادة جدع النار من منزله يحيط به سبعة حراس من أفراد القبيلة إضافة إلى أبنائه.

وهنا تحديداً تنطلق عادة جدع النار حينما يحمل شيخ العادة حجراً ويرمي به النار المقدمة في اتجاه المشرق ويأمر بفك قيد الرجال والنساء الذين يقوموا بإلقاء الحجارة في ذات الاتجاه الذي رمى فيه شيخ العادة وتستمر عملية جدع الحجارة في مكان النار الموقدة في الوقت الذي تبدأ فيه حلقة الرقص والغناء بالاتساع وتصاحب الإيقاعات المرتفعة صيحات الراقصين التي تتضمن ترانيم وتعاويذ يطلق عليها اسم "الهيتالي" كما تقوم الرقصات الجماعية على القفز بالحراب والعصي في شكل دائري مع صيحات النساء والفتيات لإشعال حماس الراقصين.

وينتهي اليوم الأول لطقس جدع النار بزيادة جماعية يقودها شيخ العادة إلى مدافن الموتى من أفراد القبيلة اعتقاداً أن إلقاء الحجارة على النيران المشتعلة يؤدي إلى قتل الأرواح الشريرة القادمة من الموتى وفي ازدياد المدافن تهنئة بخروج الروح الشريرة عن الموتى.

وتلي زيارة المدافن جولة إلى جميع مساكن القبيلة لجمع التبريكات من الشيوخ وعمداء العائلات وينتهي المقام بالجميع في منزل شيخ العادة من أفراد القبيلة في شكل الأبقار والماعز والشياه التي يخصص جزء كبير منها ويترك داخل أحد البيوت القريبة من مدافن الموتى اعتقاداً أن موتاهم سيبعثون من قبورهم لأخذ هذا الطعام والشراب.

وتستمر الاحتفالات في الرقص والغناء طيلة الأيام التالية ويرتدي الجميع الملابس الجديدة المصنوعة من جلد الأبقار وتتحلى النساء بأزيائهن الجديدة وزينتهن المكونة معظمها من الأساور والسلاسل النحاسية المصنوعة يدوياً.

وفي نهاية شهر العادة يجتمع الجميع مرة أخرى أمام بيت شيخ العادة لممارسة طقوس "فك العادة" وهي الشروع في ختام طقوس جدع النار ويجملون في ذلك كل ما استخدموه من أدوات وملابس أثناء الاحتفال بعادة جدع النار ويضعونه أمام شيخ العادة الذي يقوم باضرام النار فيها ويعتبر ذلك هو آخر الطقوس لعادة جدع النار وإعلان انتهائها.

وتسقط في اليوم التالي لختام الاحتفالات جميع الصلاحيات الممنوحة لشيخ العادة وحراسة السبعة وتؤول السلطة التنفيذية لسيد القبيلة الذي سلبت منه طوال هذه الفترة ويقيم سيد القبيلة بهذه المناسبة حفلاً ساهراً تذبح فيه الأبقار والعجول وينتهي بأن يقدم شيخ العادة بإعادة تنصيب سيد القبيلة الذي يبدأ أبناؤه بممارسة الجلد على شان القبيلة إيذاناً ببداية سلطة سيد القبيلة وسط أهازيج وترانيم يؤديها فتيان القبيلة.

وتمنع على أفراد القبيلة ممارسة الرقصات والترانيم التي صاحبت طقوس جدع النار اعتقاداً بأن ذلك يجلب اللعنة على القبيلة.

ويعتقد جميع أفراد البرتا أن عادة جدع النار تقيهم من الشرور والكوارث واللعنات التي يعتقد أنها تأتي من النار ويمنع على جميع أفراد القبيلة إضرام النار إلا لطهي الطعام.

الخميس، 6 مايو 2010

معاناة طفل من قبيلة الامبررو فى جلب حطب الوقود

وهذه القبيلة من القبائل الافريقة وهى تنتشر بكثافة عالية فى السودان

وهى من القبائل الرعوية